أطول خدعة تطورية مستمرة إلى اليوم لأكثر من 100 عام , رسومات إرنست هيجل الكاذبة عن الأجنة !!

استبعدنا بعض الخدع التطورية رغم أنها تعتبر بالفعل من أطول الأدلة الخاطئة على خرافة التطور وذلك لأنها ليس فيها مباشرة الكذب والتدليس المتعمد أو الغش والتزوير والتلفيق – وذلك مثل حفرية الأركيوبتريكس والتي تم تقديمها على أنها حلقة تطور الديناصورات إلى الطيور من عام 1861 (يعني بعد أقل من عامين فقط على صدور كتاب داروين أصل الأنواع) – ثم توالت الاكتشافات مع نهاية القرن العشرين التي بينت خطأ كل الافتراضات التطورية !! – وأيضا تم استبعاد الأعضاء الآثارية أو الضامرة لأنه يمكنكهم الاحتجاج بأنها أخطاء عادية قام العلم بتوضيحها – ومثلها إنسان النياندرثال لأنه يمكن يقال عنه نفس الموضوع أخطاء غير متعمدة قام العلم باكتشافها – ومثله سمكة السيلاكانث وبذلك لا يتبقى لنا تقريبا إلا الحوادث الشهيرة الواضح فيها تعمد الكذب والتلفيق والغش والخداع – وفي هذه لن تكسب معنا خدعة وأكذوبة إنسان بلتداون التي استمرت لأكثر من 40 سنة في المتاحف على أنها الحلقة المفقودة بين الإنسان والقردة ثم تبين أنها كانت مزيفة باحتراف !! (ثم يلومون الناس بعد ذلك أن انخدعوا بكل هذه السخافات والقصص الخيالية) – وذلك لأنها لا تقارن في طول الخداع قبل وبعد اكتشافها بأكذوبة وخداع رسومات الأجنة Embryo drawings لإرنست هيجل والتي استمرت من 1874م وإلى اليوم حتى بعد اعتراف الرجل بتزويرها في عام 1908م !!
فما هي التفاصيل بالضبط ؟؟

1)) إرنست هيجل Ernst Haeckel والذي عاش من (1834 – 1919م) :

هو عالم حيوان وطبيب ألماني مهتم خصيصا بالأحياء البحرية : كان مولعا بخرافة التطور الدارويني وأحد أشهر داعميها بكل الطرق (ومنها الملتوية كما سنرى الآن)
حيث قام في الربع الأخير من القرن التاسع عشر بتقديم مجموعة من أشهر رسوماته عام 1874م لمراحل الجنين البشري مقارنة مع أجنة حيوانات برية وبحرية وبرمائية أخرى
ولكنه للأسف (ورغم تقدم الميكروسكوبات منذ الربع الأول من هذا القرن ومهارته فيها) إلا أنه قام بـ (تزييف الحقائق) فوضع بصمات تطورية في كل مرحلة جنينية توحي بالتالي :
أولا : تشابه أجنة الإنسان وباقي الحيوانات منذ المرحلة المبكرة التبرعم الذيلي Tailbuds
ثانيا : أن جنين الإنسان وكل جنين يمر بما يشبه كل الحيوانات السابقة له أثناء نموه لدرجة ظهور خياشيم لدى جنين الإنسان وأجنة الحيوانات البرية !!
واستغل هيجل ثقة الناس فيه (كعالم حيوان وطبيب) وهي الطامة الكبرى التي لم يفهمها الناس إلى اليوم للأسف وهي أن أي عالم مهما كان فهو في النهاية (بشر) : يمكن أن يكذب ويغش ويخدع للأسف : فوثق الناس في كلامه : ومن ساعتها وتم اعتبار هذه الرسومات من (أقوى) الأدلة بالطبع على التطور الخرافي كما افترضه داروين !!
ولذلك انتشرت رسوماته شرقا وغربا لتغزو معظم الكتب الدراسية والعلمية سواء في بريطانيا أو أوروبا أو أمريكا أو الدول التابعة لمستعمراتها وهيمنتها الثقافية والإعلامية والتعليمية للأسف (وكما نرى إلى الآن في بلادنا) !!

2)) اعتراف هيجل منذ 1908م بالغش في الرسومات !!

حيث في نهايات عام 1908م اكتشف الدكتور (بر إس) هذا التزوير وكتب مقالة في إحدى الجرائد متحديا إرنست هيجل وداعيا له للاعتراف بما قام به من تزوير !! وبعد تردد قارب الشهر كتب هيجل بتاريخ 14/12/ 1908م مقالة تحت عنوان
(تزوير صور الأجنة) اعترف فيها بعملية التزوير التي قام بها قائلا :
” إنني أعترف رسميا – حسما للجدال في هذه المسألة – أن عددا قليلا من صور الأجنة نحو ستة في المائة أو ثمانية موضوع أو مزور ” !!.. إلى أن قال :
” بعد هذا الاعتراف بالتزوير فيجب أن أحسب نفسي مقضيا عليّ وهالكا لو لم يكن يعزيني رؤية بجانبي مئات من شركائي في الجريمة في قفص الاتهام !!! وبينهم عدد كبير من الباحثين الموثوق بهم والبيولوجيين المرموقين !!! فإن الغالبية العظمى من جميع الرسوم التوضيحية في أفضل الكتب المدرسية البيولوجية والأطروحات والمجلات بها نفس تهمة التزوير !!! فجميعها غير دقيق وقد تم بنسبة كبيرة أو صغيرة تلفيقها وترتيبها وتركيبها ”
After this compromising confession of “forgery” I should be obliged to consider myself condemned and annihilated if I had not the consolation of seeing side by side with me in the prisoner’s dock hundreds of fellow-culprits, among them many of the most trusted observers and most esteemed biologists. The great majority of all the diagrams in the best biological textbooks, treatises and journals would incur in the same degree the charge of “forgery,” for all of them are inexact, and are more or less doctored, schematised and constructed
المصدر :
Francis Hitching, The Neck of the Giraffe: Where Darwin Went Wrong, New York: Ticknor and Fields 1982, p. 204.
فإلى اليوم (2016) وطيلة قرابة 142 سنة : والكذبة لا زال يُعاد تدويرها بلا كلل ولا ملل في آلاف الكتب المدرسية والجامعية والعلمية كما هي بلا ذرة حياء !!

3)) تعليقات التطوريين أنفسهم على هذه المهزلة !!

يعترف بتلك الانتكاسة العلمية التطوري ستيفن جاي جولد قائلا :
” يجب أن نشعر بالإستغراب والخجل بسبب قرن من إعادة التدوير الغبي والذي أدى إلى استمرار هذه الرسوم في عدد كبير – إن لم يكن الأغلبية – من الكتب الحديثة” !!
We do, I think, have the right to be both astonished and ashamed by the century of mindless recycling that has led to the persistence of these drawings in a large number, if not a majority, of modern textbooks.
المصدر :
Stephen Jay Gould, Abscheulich!(Atrocious!), NATURAL HISTORY, Mar. 2000, at 42, 44–45.
بل وأحد مؤسسي الدارونية الحديثة وهو جورج جايلورد سيمبسون يقول :
” لقد شوه هيجل المبدأ النشوئي الذي تناوله، فقد ثبت اليوم علميا بما لا يدع مجالا للشك، أن الأجنة لا تمر بمراحل ارتقاء الأجداد ” !!
Haeckel misstated the evolutionary principle involved. It is now firmly established that ontogeny does not repeat phylogeny
المصدر :
. G. Simpson, W. Beck, An Introduction to Biology, New York, Harcourt Brace and World, 1965, p. 241. 257
وهنا المعنى الحقيقي لكلمة (مهزلة) و (فضيحة) وضع كل ما تريد أن تضعه !!
وذلك لأن الموضوع أكبر من مجرد حادث واحد غش أو خداع !!
نحن أمام (ظاهرة نشر وغش وخداع عالمي) لا تعبأ بالحقائق ولا باعترافات ولا بأدلة ولا بأي شيء : فقط : نشر ونشر ونشر لخرافات التطور على أكبر عدد ممكن من الطلاب والأطفال والجامعيين والناس على أنها (حقائق) !! والمصيبة :
أنها تنجح في ذلك ويغيب صوت القلة الفاهمة والقلة المنتقدة (حتى من التطوريين أنفسهم) بهذه الصورة !!
هل يحق لنا أن نقول الآن : أن هذه هي حقيقة وسر عمل نشر انتشار خرافة التطور إلى ما نراه اليوم للأسف ؟!
هل يحق لنا وخصوصا أن بعض أشهر عمليات الغش والتزوير الأخرى مثل تلفيق جزء من جمجمة إنسان مع جزء من فك قرد جلست في المتحف لمدة (40 سنة كاملة) تعرض للناس وفي وسائل الإعلام العالمية على أنها الحلقة المفقودة في تطور الإنسان ؟!
(وهي فضيحة رجل بلتداون Piltdown Man)
على العموم .. قصتنا لم تنتهي إلى هنا .. فلدينا المزيد ..

4)) فريق دكتور مايكل ريتشاردسون والتصوير الحقيقي للأجنة !!

حيث أصر عالم الأجنة البريطاني الدكتور مايكل ريتشاردسون Michael Richardson وزملاؤه في سنة 1997م على عرض الصور الحقيقية لجنين الإنسان وأجنة الكائنات الأخرى المقابلة له في التطور المزعوم في رسومات هيجل :
وليكشف بذلك لمَن لا زالوا يعيشون في وهم أو أكذوبة هيجل و (عمليا) : مدى تزويره وبعده عن الحقيقة وخاصة كما قلنا في مرحلة التبرعم الذيلي Tailbuds المبكرة !!
حيث نقلت صحيفة ساينس SIENCE الشهيرة عن الدكتور ريتشاردسون بعدها قوله :
” يبدو أن هذا (أي رسومات هيغل) من أكبر عمليات التزييف في علم الأحياء” !!
لمزيد من التفاصيل يُنظر لمقاليه عام 1998م في جريدة SIENCE رقم :
280 – بعنوان : Haeckel, embryos, and evolution
و 281 – بعنوان : Haeckel’s embryos continued
وهذا رابط تجميعي لصور 13 جنين لكائنات حية (منها الإنسان) ولاحظوا مدى الاختلاف الذي فيها : هنا
جميل جدا …! والآن : ما قصة (الخياشيم) التي رسمها هيجل في أجنة كل الكائنات التي عرضها في أعماله المزورة على أنها (خياشيم) فعلا تظهر عند أجنة الإنسان وحتى الكائنات التي لا تعيش في الماء : ثم تختفي : وأن هذا يدل على أن الإنسان وهذه الكائنات تحكي لنا (يا سلااااام) عن تاريخها التطوري !!

5)) هل في جنين الإنسان خياشيم حقا ؟!

لقد قلنا من قبل أن خرافات التطور هي في غاية السذاجة للدرجة التي يمكن إرجاعها كلها (منذ داروين وإلى اليوم) إلى الانخداع بالتشابهات الجسمية الخارجية (أو المورفولوجية) !! لا أكثر .. ولا أقل !!
وبما أننا سقنا امثلة كثيرة على ذلك في السابق : فالآن نقتصر على أشهر أكاذيبهم في الجنين فقط !!
حيث منهم مَن قال مثلا أنه في إحدى مراحل الجنين البشري جزء يشبه كيس المح الذي يكون أجنة الطيور في البيضة !! وهذا يشير إلى أن الإنسان مر بمرحلة الطيور من قبل !! والحقيقة أن هذا الكيس ينتج ما يحتاجه الجنين من دم !!
وقالوا كذلك أن الجنين له ذيل يعيد أصله كقرد أو شبيه بالقرد !! والحقيقة أن هذا الذيل يمثل العمود الفقري الذي يتكون أولا في الإنسان قبل تكون الساقين ولذلك يبدو كذيل بلا أقدام لأنها تكون صغيرة وآخذة في النمو !!
إذن :
ليس غريبا بهذا الشكل أن يزعم داروين (في كتابه أصل الأنواع ص 302) وهيجل ومَن سار على جهلهم : أن الأقواس التي تظهر في أجنة الأسماك ثم يتكون منها الخياشيم : هي نفسها الأقواس التي تظهر في رقبة الجنين الإنساني (يعني يظهر في الجنين البشري خياشيم ثم تختفي) !!
ولله الأمر من قبل ومن بعد !!
حيث إذا كانت هذه الخرافات قد يجد البعض لداروين وهيجل وغيرهم عذرا لها في زمانهم : فما عذر التطوريين وأذنابهم وذيولهم في بلادنا اليوم ؟!!
حيث ثبت أن هذه الأقواس التي تظهر في الإنسان في منطقة الرقبة في هذا الطور الجنيني المبكر : يتكون منها فيما بعد قناة الأذن الوسطى، والغدة الجاردرقية، وغدة التيموس !! وكلها تكوينات في منطقة الفكين واللسان والحنجرة :
ولا دخل لها بتاتا بتكوين الجهاز التنفسي الذي يقابله الخياشيم في السمكة !!
ينت !!
نترك لكم التعليق

ملاحظة أخيرة :

حاول بعض التطوريين منذ 2008 تخفيف حدة الفضيحة – إلا أن السحر انقلب على الساحر : وتسببت هذه المحاولات الفاشلة باستخراج (تفاصيل) الفضائح الأخرى لهيجل (حيث له تزويرات أخرى ولكنها أقل شهرة رغم أنه حاول توظيفها لصالح خرافة التطور أيضا) !!
حيث كان هيجل في الطبعة الأولى من كتابه (تاريخ الخلق الطبيعي) The History of Creation رسم مرحلة مبكرة في أجنة ثلاثة حيوانات عام 1868 وهي :
السلاحف والكلاب والدجاج
ولكنه رسمها متطابقة تماما !! (لنفس الغرض التطوري)
ولكن عندما رآها عالم الحيوان والتشريح السويسري لودويج روتيمفر Ludwig Rütimeyer كان أول مَن أبلغ واشتكى هيجل – والذي دافع عن نفسه بدوره متحججا بضعف قوة الميكروسكوبات لهذه الدرجة من مرحلة مبكرة جنينية كهذه
ولكن العجيب أنه قام بالاعتراف بخطأه وقام كذلك بتعديلها في الطبعة الثانية من نفس الكتاب بعد ذلك بسنتين !!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

10 مواقع بسيطة لتعليم الأطفال البرمجة

سحب كميات من البذور المخزنة في قبو “يوم القيامة”

كُلُّ عِزٍّ لَمْ يُؤَيَّدْ بِعِلْمٍ؛ فَإِلَى ذُلٍّ مَا يَصِيرُ

التشدّق والتكلف في الكلام مواقفُ و طرائف