كيف يتم بناء الشبهات (6) ؟

#منكوشات_إلحادية – كيف يتم بناء الشبهات ؟ 6- الميديا والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي




ماذا يحدث لطبيب جراح إذا خاطبه أحد في تفاصيل هندسية ميكانيكية دقيقة ؟ الإجابة : لن يفهم شيئا ولن يميز صوابا من خطأ وسيصير كالطفل الصغير في مجال لا يعرفه وليست له خبرة فيه !!
وماذا يحدث لمهندس ميكانيكي إذا خاطبه أحد في تفاصيل طبية وجراحية دقيقة ؟ الإجابة : لن يفهم شيئا ولن يميز صوابا من خطأ وسيصير كالطفل الصغير في مجال لا يعرفه وليست له خبرة فيه !!
جميل جدا
إذن : لماذا يستحي أكثر الشباب والناس عندما نقول لهم أنهم بين يدي الميديا والإعلام ووسائل التواصل وشبهاتهم في الدين :
هم تماما مثل هذا الطفل الصغير في مجال لا يعرفه وليست له خبرة فيه ولن يميز صوابه من خطئه ؟




إن لانتشار الإعلام دور هائل في الوصول بالأفكار (أية أفكار) إلى فئات أوسع من الناس  وهذا الأعلام يتطور مع الزمن




– فهو عبارة عن ناس ينادون في الأسواق والمجاميع قديما  ثم تطور فانضمت إليه الكتب والرسائل (وقد كانت بعض الدول في الحرب العالمية تلقي رسائل كاذبة بالطائرات للتأثير نفسيا على العدو وشعبه وتدمير روحه المعنوية بالإشاعات) ولكن ليس كل الناس مثقفين ولا حتى أدعياء الثقافة
– ثم تطور الإعلام فانضمت له قنوات التلفاز والسينما – وبالفعل استطاعت دول وأشخاص (وعلى رأسهم أمريكا واليهود) توصيل ما يريدونه من أفكار في عقر دار أعدائهم بطريقة (غير مباشرة) في إعلان أو تمثيلية أو فيلم ولو بجملة واحدة أو قصيرة أو مشهد لثواني ولكنه يؤدي الغرض (وكان ذلك من أحد أسباب تفكك الاتحاد السوفيتي ثقافيا وانهيار شعاراته الشيوعية والاشتراكية بالتدريج بالتوازي مع فشلها على أرض الواقع) .
– وهكذا صار الأمر محدودا تحاول حكومة كل دولة أن تحمي شعوبها منه عن طريق الرقابة الفنية : حتى بعد أن أعلنت الأمم المتحدة عن أنه لا يجب أن تقف أي عوائق (حكومية) أمام حرية التعبير ومشاهدته (معلوم لماذا طبعا وأغلب برامج الأمم المتحدة هي بتمويل أمريكي !!) 
– ثم جاء التطور الكبير في القنوات الفضائية التي لا يد للرقابة الحكومية عليها غالبا إلا بحظرها نهائيا وهو نادر وقليل – إلى أن جاءت الخطوة الأكبر في هذا المجال وهي الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي !!




فإذا أردنا تحديد الكلام أكثر في الإلحاد – نجد أن أفكاره موجودة منذ انطلاق الشيوعية بقوة مع الماركسية وازدراء الأديان – يعني أفكارها موجودة منذ أكثر من 150 عاما – ولم تتغير إلى اليوم – فما الذي حصل وأظهر موجة الإلحاد عالميا بهذا الشكل الذي اتخذته إعلاميا الآن ؟




الذي حدث أن أغلب إلحاد الماركسية والشيوعية كان في الكتب الروسية والخطابات – وهذه قليل من الناس مَن كان يقرأها أو مترجمة – وبالطبع لم يكن لهم أفلام وسينما يمكن مقارنتها بما يحدث اليوم من بث الإلحاد علنا في أفلام أمريكية ومسلسلات !!




ثم مع انتشار الإنترنت صار لـ (بقايا) الماركسيين والشيوعيين فرصة لإحياء تراهاتهم الإلحادية ونشرها وبالفعل صاروا يكتبون في بعض المواقع والمنتديات  فظهر لهم منتديات إسلامية تحاججهم وتبين عوار إلحادهم بالأدلة والبراهين الماحقة لأن كتاب هذه المنتديات الإسلامية كانوا على درجة عالية من التخصصات الشرعية والعلمية معا (مثل منتدى التوحيد الذي ظهر في أواخر 2004م) وغيره مما تخصص بعده في عدة أقسام عن الإلحاد مثل منتدى (حراس العقيدة) وغيرهم




ثم مع الظهور الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي مع بعض الثورات العربية في 2011 (وخصوصا الفيسبوك) :
وجد الملاحدة أخيرا بغيتهم !! حيث الفيسبوك يوفر لهم ما يلي :
1-الانتشار الكبير
فهو يصل إلى ملايين البشر بكل سهولة – وأغلبهم لا خبرة لهم أصلا ولا علم بالدين ولا تفاصيل الشرع ولا الشبهات (بل ومنهم مراهقين وأطفال صار لهم حسابات على الفيسبوك)
2- الحرية في الكذب والتدليس والتهرب
حيث كان كل ذلك ممنوعا عليهم في حواراتهم ومناظراتهم في المنتديات الإسلامية التي كانت تفضح جهلهم – حيث كانت تتم الحوارات أو المناظرات تحت إشراف مسلم عادل وحيادي لا يسمح بتهرب الملحد أمام الأسئلة التي لا يستطيع الرد عليها (ولا رد لها أصلا كما رأينا في نقاط ضعف الملحد) – وكذلك حصره في إلزامات محاوره أو مناظره أن يرد عليها أولا ولا ينتقل إلى غيرها إلا بعد الانتهاء منها : وليس القفز كالقرود من شبهة إلى أخرى للتشويش عندما لا يستطيعون الرد – وهكذا – فالآن في وسائل التواصل الاجتماعي أو الميديا عموما واليوتيوب وغيره : فهم في زخم حرية بلا حدود : يستطيع الكذب فيها كما يريدون بلا رقيب
3-الحجم الكاذب
حيث مع الميديا يمكن الترويج الكذاب لـ (ضخامة) عدد الملحدين !! سواء بالأخبار الكاذبة – أو الإحصائيات المضحكة (كما سنكشف أحدها عندما نأتي إليه بإذن الله) – أو بالحسابات الوهمية الكثيرة – حيث يمكن للشخص الواحد إنشاء عشرات الحسابات في الفيسبوك وتويتر وغيرها دون حسيب – فينشر ويعلق ويعجب لنفسه ويعيد التغريد كذلك !! ناهيك عن أساليب (بيع وشراء) الإعجابات والتعليقات والمشاركات التي توفرها بعض المواقع على وسائل التواصل الاجتماعي واليوتبوب !!




وهكذا صار لكل (نكرة) صوت مسموع !! وصار لكل مَن لا يفهم (جمهور) ليغني كل على ليلاه !! وهكذا صار لدينا ملايين (الأطفال) في مجال لا يعرفونه وليست لهم خبرة فيه ولن يميزون صوابه من خطئه ؟؟




بل كثيرا ما يجتذبهم أولئك الملاحدة عن طريق (تعمد) إظهار السب والشتم القبيح في المقدسات (الله – الإسلام – الرسول) لأنهم يعرفون أن أكثر الشباب المؤمن بفطرته سيغضب ويأتيهم للرد – وهنا يقع في الفخ الذي لا ينجو منه إلا القليل للأسف !! حيث يدخل المراهق أو الشاب للرد أو بسبب شبهة واحدة : فما هي إلا أيام حتى تتجمع لديه عشرات الشبهات مما يقرأه !! ثم يأخذ معه حبة دواء منومة من الملاحدة مفادها : أن المسلمين ليس عندهم رد !! وهكذا يصدقهم البعض من فرط جهله هو وضعفه وليس جهل الإسلام وضعف المتخصصين في الرد !!




فنحن نعيش اليوم للأسف (ثمرات) عشرات السنين من ذيول الماركسية والشيوعية والاشتركية المعادية للدين والتي تغلغلت في الإعلام والتعليم في بلادنا لتسحب من أجيال كاملة : أبسط أصول العقيدة والتنفكير والدين الصحيح : ولا يبقون منه إلا بعض المظاهر والفروع التي لا فائدة منها في غياب الأصل !! فالآن وقت (الثمر) ووقت (الحصاد) !!




وهذا ليس كلاما لبث اليأس في القلوب – ولكنه لبث روح الانتباه واليقظة لخطورة الوقت الذي نعيشه الآن – لخطورة أن يتابع ولدك أو ابنتك الصغيرين في سن العاشرة : صفحات (إلحادية) مثلا تنشر السموم باسم العلم فتخرجهم عن الدين بل : وعن الأخلاق نفسها بأكاذيبهم حول الزنا والحرية والشذوذ الجنسي والنفعية المادية العمياء !!
أو يتابع المسلمون البسطاء برامج تلفازية أو فضائية تستضيف الملاحدة لإلقاء الشبهات بغير رد أو بضيف لا يعرف الرد (كأن يأتوا بشيخ تخصصه الشرع والفقه ثم يلقي الملحد الشبهات العلمية عليه من فيزياء وكوانتم وتطور !! فيخرج المشاهد العادي وقد تزعزع إيمانه بهذه التمثيلية الخبيثة التي تم تطبيقها عليه) فللعلم :
هناك بعض الدول لا يفرق معها نشر الإلحاد ولو بصورة جزئية : طالما ستستخدمه كورقة ضغط ضد الإسلاميين أو على الأقل إشغالهم به !! وذلك كله يجري بميزان محسوب لأنه في النهاية لا ينفع أي دولة أن يكون شبابها (كلهم ملحدين) وفاسدين وغارقين في الشهوات وإلا : مَن الذي سيحارب ويدافع عنهم إذا وقعت حرب أو قتال ؟ فهل الملحد لديه معاني للتضحية أو الإيثار ؟! فالأمر لدى بعض الدول متروك بحساب يتحكمون هم فيه !!




وأما نحن : فللأسف نعيش في زمان يكتفي فيه المسلم عندما يشاهد شيئا نافعا أن يهز رأسه راضيا  يفعل ذلك في الوقت الذي يجب فيه على كل مسلم أن يستشعر الهم وخطورة القضية التي ستناله أو أبنائه يوما ما – العجيب أن الملاحدة (وأغلبهم يتلقون أجورا مالية شهريا) يعملون بكل جد في نشر ومشاركة أباطيلهم – حتى أن الكثير من الشباب الجاهل يقتنع فقط بتلك الأباطيل مما يراه من إصرار هؤلاء عليها وعلى نشرها فيظن أنها حقا (هو لا يعرف أنهم مأجورين ويتلقون مالا بعكسه المسكين !!) – في حين أصحاب الحق الحقيقي أغلبهم كسالى للأسف لا تجد لديهم تفكير في الصالح (الجماعي) إلا مَن رحم الله




بهذا الكلام نتوقف
ويتبقى لنا آخر طريقة في بناء الشبهات غدا بإذن الله
ثم نبدأ بعدها في استعراض ردود تفصيلية على أشهر الشبهات بالتبادل مع #منكوشات_تطورية
فتابعونا




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

10 مواقع بسيطة لتعليم الأطفال البرمجة

سحب كميات من البذور المخزنة في قبو “يوم القيامة”

كُلُّ عِزٍّ لَمْ يُؤَيَّدْ بِعِلْمٍ؛ فَإِلَى ذُلٍّ مَا يَصِيرُ

التشدّق والتكلف في الكلام مواقفُ و طرائف