هل النوم بعد الصدمة النفسية فكرة جيّدة ؟

هل النوم بعد الصدمة النفسية فكرة جيّدة ؟

غالباً ما نلجأ عندما يصيبنا حزنٌ أو كدر أو صدمة نفسية إلى النوم للتخلص من التفكير في هذه المواضيع، أو على أمل ظهور حل بعد الاستيقاظ… لكن هل هذا الأمر صحيّ؟! تابعوا معنا..

بحسب الدراسة التي أجراها الباحثون من جامعة أكسفورد ووحدة “علماء الدماغ والمعرفة” في جامعة كامبردج ومعهد كارولينسكا السويدي؛ لِمعرِفة فيما إذا كان الحرمان من النوم قد ينقص من تكرار الصور والأحداث في مخيلة من تعرض لمصيبة أثرت على نفسيته، فإن النوم بعد الإصابة بالصدمات النفسية قد يؤدي إلى ترسيخها في الذاكرة طويلة الأمد عند المصاب، وعادة يشغل بال المصاب بعد الصدمة أفكارٌ وصورٌ متداخلة لمدة 4 أسابيع أو أكثر يكون خلالها عرضة للإصابة بحالة نفسية تسمى “اضطراب الكرب التالي للرضح” (PTSD)، وفي حال استمرت الأعراض قد يحتاج المرء للمعالجات المعرفية السلوكية.

وأجريت الدراسة على 42 طالباً قُسِموا إلى مجموعتين، وعُرِض على المجموعتين فيلم قصير من 15 دقيقة مليء باللقطات الحزينة كالانتحار والجروح، وأصيبت كلا المجموعتين بهبوط في المزاج (كدر) بعد مشاهدة هذه اللقطات.

كان لدى أفراد كلا المجموعتين نفس المستوى من المزاج المُعكَر والشعور بالانفصال المباشر بعد مشاهدة الفيلم.

وطِلب من المجموعة الأولى النوم بوقتهم الطبيعي، في حين مُنِعت المجموعة الأخرى من النوم في ليلة التجربة.

في اليوم التالي: كان لدى المجموعة “التي حرمت من النوم” معدل أقل (8.47) على مقياس IES-R (مقياس مراجع مُصادَق عليه لقياس تأثير الحوادث على نفسية الفرد) مقارنةً مع المجموعة الأولى (11.52).
وسُجِّلَ في الأيام الست التالية عند المجموعة “التي حرمت من النوم” تكرار منخفض لتذكر تلك الحوادث والصور المزعجة مقارنة مع المجموعة الأولى “مجموعة النوم” (بمتوسط 2.28 للشخص الواحد مقارنة مع 3.76).

نُشر البحث في مجلة “النوم الطبية” المُحكَمة؛ كما عُرِض في تقرير لصحيفة “ديلي تلغراف” و وسائل إعلام أخرى بشكل واسع.

كيف فسر الباحثون النتائج؟
استنتج الباحثون من خلال هذا البحث أنَّ الحرمان من النوم في الليلة التالية للتعرض لصدمة نفسية تجريبية يُنقِص التأثيرات العاطفية وتكرار تخيل المواقف المحزنة، إذ كانت نسبة الشعور بالحزن عند المجموعة التي حرمت من النوم أقل بـ40% تقريباً مقارنةً مع المجموعة الأخرى.

وفي حال أجريت التجربة على عدد أكبر من الناس وتكررت نفس النتائج فإنَّ ذلك يشير إلى أنَّ الطريقة الشائعة بإعطاء المهدئات للمتأثرين من صدمة نفسية لمساعدتهم على النوم تؤدي لزيادة الضرر بدلاً من أن يكون جيداً لنفسية المصاب…

المصدر